حكومة ليون تؤكد بان مصير الليبيين ليس بأيديهم... وسيان عندي قٌبلت او رُفضت ، مٌكِنت او تمكّنت، رضيت او اُرغمت ، فإنها لن تكون سوى اداة تستخدمها الدول صاحبة المصلحة في تأمين مصالحا ليس الا !!
الغرب يخشي علي ديموغرافيته من الهجرة ،وعلي أمن مواطنيه من الارهاب ، ولا يهتم كثيرا بمعاناة الليبيين من تدخله ومن الهجرة والارهاب ،تلك هي الاسس الحاكمة لسياسته الخارجية ، وهي بالتأكيد دوافعه لتنصيب حكومة في ليبيا ، لا يهمه التوازنات القبلية والجهوية ولا الكفاءات الإدارية ولا الخبرة التكنوقراطية، ولا حتي مسائل الشفافية والديمقراطية .
لا اعتقد ان الامر يحتاج الي مزيد المعاناة لنتعرف على هذه البديهية السياسية ، لكن ما نحتاجه التحلي بقدر من الشجاعة للتعامل مع هذه الحقيقية .
ليبيا تعاد الي ازمنة التخلف ماديا ومعنويا ، البنية التحتية التي بنيت خلال عقود دمرت وتحتاج الي عقود لإصلاحها ، القيم ضربت في مقتل ، النسيج الاجتماع يجتاحه التخريب ، الفقر اصبح وسط الدار ، هذه ليست مبالغات بل شواهد على الارض في كل مكان .
عموم الليبيين خارج المعادلة ، والامر بيد شلل من المجرمين والعملاء المرتبطين بالخارج ، وعندما تسلل بعض الليبيين العاديين الي مؤسسة البرلمان ، وانتبه بعض ممن غرر بهم وانجروا وراء المؤامرة ،ورأوا ان واجبهم رعاية مصالح الشعب ،يتم اقصاءهم بقوة الغاب المدعومة من المجتمع الدولي !! الاثرياء واللصوص في كل المراحل يٌدفع بهم الي المناصب العليا للدولة .
هذه دعوة الي كل الوطنيين الليبيين من مصراته والزاوية والزنتان وغريان وبنغازي والبيضاء وطبرق وسبها وبراك والشاطي وزوارة وسرت وزليتن والرجبان والعزيزية وبنغشير وترهونه وزليتن والخمس وبن وليد والجفرة والواحات والمرج وجدابيا ومرزق والعجيلات وصبراته وتاورغاء وصرمان طرابلس ، والي كل ابناء القبائل الليبية بلا تصنيف او تمييز ، انه قد آن الاوان لإسقاط المؤامرة ولاستعادة ليبيا دولة مستقلة .
سيقول الكتبة مدفوعي الاجر ، ان هذه سلطة توافق بين الليبيين وهم يعلمون انهم كاذبين ، وسيقول المتعلقين بقشة ،دعوها فعساها تعيد بعض من الامل في الحياة لشعب يخنق حتي الموت ، وهم يعلمون ان اربابها من وعدوهم كذبا بالخير الوفير لو صبروا بضع سنين ،وان الخبر ليس كالعيان ولقد اكتوي الجميع بالنيران .
هذا وقت الوفاق الوطني الحقيقي ، وهذه ساعة مباركة تفتتح فيها ابواب النضال من اجل الوطن ، وهذا زمن ينتظره التاريخ ليسجل الصادقين مع الله ومع انفسهم وشعبهم بحروف ناصعة البياض .
ليبيا لا تبحث على من يحكمها بل تحتاج تكاثف كل ابنائها ، تحتاج الي علمائها وشبابها وكهولها ، تحتاج الي نسائها ، ،تحتاج الي رجالاتها الصادقين في الجيش والشرطة لإعادة الامن وفرض النظام .
تحتاج الي المهندسين والفنيين والمعلمين والاطباء والماليين والقانونيين لإطلاق عملية اعمار ثورية وطنية ، حتي تستعيد مكانها ومكانتها فوق الارض .
ايها الواهمون من كل الاطراف ، تذكروا قول الشاعر " اذا الشعب يوما اراد الحياة " واعلموا ان الحرية شجرة نزرعها بأيدينا ونسقيها بدمائنا.
ادعوا المكابرين والمأخوذين بعزة الاثم والخائفين علي انفسهم من غضبة المظلومين ، ان يراجعوا انفسهم للحظة وان يتسموا بالشجاعة وان يسلكوا الطريق المستقيم ليكفروا عن سيئاتهم وليتيقنوا ان الشعوب تغفر لأبنائها العاقين ولا ترحم لأعدائها طال الزمان او قصر .
وقلبي على وطني
