اصحاب القلوب السود اخطر على ليبيا من عدوها الذي اطاح بها.
فاصحاب القلوب السود هم من يذكي العداوات بين اهلها بلا توقف. و هم مشارب عدة بينهم من يدعي الوطنية و حب ليبيا و رموزها التاريخيين؛ و يستغل ذلك في التشتيت و التفتيت ..
في مقام الرموز التاريخية يكون المرحوم ادريس السنوسي و المرحوم معمر القذافي في التفرد . فللأول يعود فضل قيام ليبيا كدولة بغض النظر عن كيف تم ذلك ، و للثاني يعود الفضل في صنع هيبة تلك الدولة بين الأمم بغض النظر عن ثمن ذلك ؛ لكن بعض الليبيين الذين انقسموا حول الرجلين يجعلون من خلافهم نارا تحرق ليبيا.
للجميع :
لا المرحوم ادريس السنوسي يرضى أن يكون سببا في ضياع ليبيا. لو كان يريد ذلك لما اختار مصر منفى و الصمت ملاذا حين انتزع منه المُلك الذي كان زاهداً فيه ، و قد يكون تركه قبل أن ينزع منه ..
و لا معمر القذافي يرضى ان يكون سببا في ضياعها ايضا. لو كان يريد ذلك لما حرّض حتى آخر رسائله على مواجهة الناتو و الغرب عوض ان يحرّض على الليبيين الذين استخدمهم الناتو ..
إن الرجلين رحمهما الله ضحّا من اجل ليبيا بغض النظر عن شكل و تضحية كل منهما..
ايها الليبيون؛
لا يمكن ان تنهض ليبيا او تستعيد كيانها و بيننا هؤلاء الذين يبتغون الفتنة و ينفثون في نارها على مدار يومنا، ليله و نهاره و انتم أو بعضكم يؤازرهم و لو بالإستماع إليهم. هؤلاء المُفتنون لم و لن يسكتوا ما دمتم تستمعون لهم. الأمل في أحباء الرجلين الصادِقِين ليتجاهلوهم و يصمّوا اذانهم عنهم و يسعون بالمعروف من أجل جمع الليبيين و لو كانوا يختلفون معهم في الرأي .
غني عن التوضيح أن الذين يسعون بالفتن هم ممن يدعون حب معمر القذافي و يستخدمون اسمه في نزاعاتهم مع خصومهم ممن يدعون حب الملك ادريس و على الأخص الذين الحقوا فتنة سنة 2011 برمزيته فاستخدموا علم البلاد التاريخي و جهادها و نشيدها في إذكائها و كأنها كلها مُلكهم. قتلوا بإسمها و تغنوا بها للإنتقام و التشفي ، حتى افقدوها رمزيتها الجامعة لليبيين ..
أن ليبيا مجسدة في الرجلين حكمة و نظافة يد و تضحية من أجلها ، أمّا التسلح بهما للوصول الى مبتغى فردي أو قبلي أو جهوي فهو تآمر عليها علاوة على كونه إساءة لهما ..
كل من يسيء لمعمر القذافي و يتشفى فيه أو يسيء الى ادريس السنوسي و يتشفى فيه إنما هو عدو لليبيين و ليبيا و هو أخطر في عداوته من الغرب البغيض ..
فأحذروا القلوب السوداء التي تستخدم عواطفكم في الكيد لليبيا و لا تريد لها الاستقرار. إن مصلحتها في فوضاها و حروبها و ليس في استقرارها فهي تعيش في افضل ظروف العيش ، و تنمي ثروتها على حسابكم لتعيشوا الفقر و العازة و المذلة ..
في ذكرى استشهاد معمر القذافي ؛ رحم الله الملك ادريس السنوسي و القائد معمر القذافي و جعل نواياهما نحو ليبيا و حبهما لها و ما فعلاه لأجلها سبباً في جمعنا و مُعيناً لنا في استعادتها ..
