المسالة الرئيسة ان ليبيا ،ككيان وطني هو جزء من امة تواجه حرب ابادة ، لم يعد موجودا بكل المفاهيم السياسية، فهي دولة مجزأة
من جانب اخر المنظمات الارهابية ،تعمل ما في وسعها لفرض أيديولوجيتها السياسية علي ليبيا وعلى الليبيين شعارها " اما ان نحكمكم او نقتلكم " وهكذا يفعلون ، فبالنسبة لهم ليبيا لا ينبغي ان تكون الا وفقا لما يرونه لها من مشروع سياسي وفكري ، هو خاطئ بكل المقاييس السياسية . فإما دولة ثيوقراطية تستدعي تخلف العصور الوسطي، او خراب شامل .
لذلك من المهم التأكيد علي ان مشروع القوى الوطنية لاستعادة ليبيا ، لا يمكن ان يكون تكررا لما يقوله ويفعله الارهابيون ببلادنا ...ان الحركة الوطنية الشعبية كأحد مكونات النضال الوطني لليبي ، تهدف للعمل مع الوطنيين لتخليص الوطن من وحل المؤامرة وانقاذه من قبضة الارهاب ، وليس فرض ايديولوجية مكوناتها بالقوة علي الشعب .
ان الكفاح الوطني ينبغي ان يتركز على تحرير ارادة الشعب ليتمكن من صياغة حاضره ومستقبله بالطريقة التي يريد ، ولا شك ان الشعوب اكثر وعيا ممن ينصبون انفسهم نخبا، يحاولون احتكار حق تقرير مصيرها نيابة عنها .
ومن اسس النضال التحرري ،الانطلاق من الواقع وليس الاستناد الي الوهم والخيال ... وليبيا للأسف الشديد في هذه السنوات العجاف ، تعيش واقعا تعيسا في كل مناحي الحياة ، فان ذلك لابد ان يكون القاعدة التي ينطلق منها المناضلون وهم يخوضون معركة تحرير الوطن السياسية والاعلامية والحقوقية والعسكرية .
لابد من بذل كل الجهود للتخفيف من معاناة الجماهير ومساعدتهم في استرداد زمام امرهم ، بنفس درجة الاصرار على شن الهجوم المضاد لتخليص الوطن ، وذلك يتطلب تحديد العدو الحقيقي وعزله عن الخصوم الثانويين الذين يمكن التفاهم معهم فيما يخص الوطن .
ان اخطر ما يواجه عمليات النضال التحرري من صعاب ، هو الفشل في تحديد العدو، او توسيع دائرته او التقليل من شانه ، ولقد بينت في مقالات سابقة وجهة نظري في هوية العدو ، لكني اضيف اليوم ضرورة واهمية التفريق بين العدو و الخصم ، الخصومات مسائل مؤقته يمكن التعامل معها بأساليب تختلف عن معاملة الاعداء.
لقد قاوم الشعب الليبي وقيادته الوطنية عدوان الناتو وعبث عملائه علي الارض ،ليس بغرض بقاء افراد معينين في الحكم ، والا كان ذلك امرا سهلا ويسيرا ومتاحا ، ولكن للحفاظ على ليبيا دولة مستقلة وعلى الشعب الليبي حر امن مستقر متعايش سلميا ، ومسؤوليتنا ان نواصل الكفاح على نفس النهج ، ليس بغرض استبدال الارهابيين وعملاء الناتو باخرين منا ولكن لإنقاذ ليبيا من براثن العدو والحفاظ عليها دولة موحدة ،وجزء فاعل في امتها العربية ومحيطها الافريقي والدولي .
انها دعوة متجددة ومتكررة ،الي كل القوي الوطنية بما فيها من تختلف معنا في تقييماتها للمرحلة السابقة ، الي توحيد الصفوف من اجل انقاد الوطن الصغير الذي نراه يتشظى ، نتيجة عبث الجهويين، واوهام القبليين، وطموحات الأيديولوجيين، وسطوت المجرمين ، وتدخل الاعداء في تقرير مصيره في كل حين .
نعم قد لا نجد وطنا نختلف علي طريقة ادارته !
وقد لا نجد بواكي علي اطلاله!!
وقلبي علي وطني
مصطفي الزائدي
