لانختلف في تصحيح الأخطاء ومعالجة القصور في آليات تنفيذ النظام لأنه لايوجد نظام في العالم خالى من الأخطاء عطفا على تنفيذه من قبل بشر خلقهم الله بعيوبهم وأخطائهم لحكمة . لكن نختلف على الإرتماء في حضن الأجنبي والإستنجاد به والعمالة له والرضوخ لإملاءاته .
لانختلف فى رغبتنا لديمقراطية حقيقية يقرها كل الشعب وينعمون في ظلها بالعدالة والمساواة والشراكة . لكن نختلف على أن يفرض علينا نموذج معين من الخارج بقوة الناتو وتهديد السلاح وإرهاب ووعيد المليشيات المسلحة .
لانختلف في وجود مؤسسات قوية ومنافسة وإعمار وبنية تحتية ومشاريع تنموية . لكن نختلف في أن نرهن أنفسنا وبلادنا ومصارفنا وأرصدتنا ونفطنا للشركات الأجنبية والسراق والتجار والمرتشين .
والأشياء التي نرفضها ليس مزاجا أو عنادا . بل لأن الدين يمنعها والأخلاق ترفضها . والتاريخ ينبذها . والوطن لايتوافق معها . والمستقبل لايبنى عليها .
...
هناك خيط رفيع لايدركه إلا من يمتلكون المعرفة والحكمة والإيمان والأخلاق . خيط رفيع فاصل بين الوطنية والخيانة . بين الحق والباطل . بين الفهم والتقليد . بين الحقيقة والشعارات .
لذلك سيتهمك أولئك القاصرين عن الفهم ومحدودى الوعي وقليلي المعرفة ومرضى النفوس والقلوب . بأنك رجعي ومتخلف وعبد وزلم وكافر . فقط لأنك رفضت التدخل الخارجي . أو رفع السلاح في وجه شركاء الوطن . أو رفضت نموذج سياسي مستورد لإرضاء ماوراء البحر . أو إستخدام الكذب والتزوير لإشعال حروب تلبي المصلحة والطموح فقط .
وبدل أن يبحثوا في أسباب موقفك ويحاوروك بتلك الحرية التي أدعوها . يكتفون بسيل من الإتهامات والقذف واللعن والتشويه . والتي لاتدل إلا على عقد وأمراض وأحقاد .
الغايات النبيلة ينبغي أن نسير إليها بوسائل وأساليب نبيلة .
فالباطل لاينتج إلا باطل . والحرام لن ينتج إلا حرام . والمكابرة لن تقود إلا لسوء المصير ...
