تقوم الدعاية التي مهّدت وصاحبت المؤامرة في فبراير الاسود ، على تضخيم بعض الاحداث التي وقعت خلال مسيرة ٤٢ عاما من التحولات الحقيقية والانجازات العملاقة ، فلم تجد الا احداث بسيطة ، لا يستحون في جعلها قضية رائ عام !!
ومن اهمها عراك طلابي في الجامعة الليبية عام ١٩٧٦م ، بالايدي والعصي اثناء تشكيل اتحاد الطلبة ومحاولة مجموعات شيوعية الصعود لقيادته ، ولم تحدث به اي اصابات تذكر ، ولم يقع خلاله اي ضحايا ، والذي اعقبته انتفاضة طلابية سلمية لمنع الاحزاب من تعطيل العملية التعليمية ، وقيام اجهزة الامن الرسمية ووفقا للقانون باعتقال بعض الحزبيين الذين ثبت تورطهم في اعمال بالجامعة واغلبهم ليسوا طلابا وتقديمهم للعدالة .
تلك الحادثة البسيطة التي وقعت قبل نصف قرن ، لازال البعض يعتبرها مركز المشاكل في ليبيا !! تري كيف نقارنها بالحوادث اليومية التي تقع في طول البلاد وعرضها وتزهق فيها الاف الارواح وخارج اي سلطة قانونية !!!
كذلك يستخدمون حادثة اعدام من تسللوا الى ليبيا بالسلاح عام ١٩٨٤ لارتكاب جرائم وزعزعة الامن والذين حوكموا من قضاء يعرف الليبيون انه نزيه !!
ودموع التماسيح حول معتقلي الجماعات الارهابية الذين حاولوا تنفيذ عشرية سوداء ١٩٨٨الي١٩٩٩ في ليبيا بالتزامن مع عشرية الجزائر السوداء ، التي قتل فيها ربع مليون جزائري ، وتمكنت اجهزة الامن من تجاوزها بعدد قليل جدا من الضحايا يحسب بالمئات فقط !!
طبعا لا يتناسى اؤلئك معاقبة عدد من الضباط الذين حاولوا تنفيذ انقلاب عام ١٩٧٥ لمصلحة نظام السادات وقتها !
ربما اخطأت ثورة الفاتح في عدم تناول تلك الحوادث اعلاميا في الماضي وسمحت للاعداء باستخدامها ، لانها كانت تضخم رهانها على وعي الجماهير ، لكن الليبيين اليوم يدركون حقيقة وطبيعة تلك الاحداث ، ويستهزئون بمن يرددها ، تماما كأستهزائهم بمن يقارن نكبة فبراير بالثورة الفرنسية !
المجد للوطن
١٧.٢.٢٠١٧